(3) إدارة حالات عسر الولادة :
تعتبر معالجة عسر الولادة لدى النوق صعبة نسبياً بسبب طول الأطراف والرقبة عند الجنين وضيق قناة الولادة خاصة في النوق الحوارة . وتتشابه بالتقنيات المستخدمة لمعالجة عسر الولادة في النوق مع تلك المستخدمة في الحيوانات الكبيرة الأخرى وتتضمن تصحيح الموقع أو الوضعية بالدفع ، الدوران ، التقلصات الإجبارية والجراحة القيصرية .
ويشتمل دفع الجنين دفع الجزء الجنيني إلى الخلف باتجاه الرحم من أجل الحصول على مساحة كافية في قناة الولادة تسمح بالتعامل مع الأطراف أو الرأس لتصحيح مشكلة الوضع مثل التواء الأطراف وانحرافات الرأس .و يمكن أن يتم الدفع بالضغط اليدوي المباشر على الجنين أو باستعمال عصا الدفع ويكون الأمر أسهل إذا أعطي الحيوان أدوية أو تخدير موضعي قبل المعالجة . ويكون دفع الجنين أمرا ضروريا إلزاميا لتصحيح الرأس أو انحراف الأطراف .
يتم اللجوء إلى تدوير الجنين من أجل ترتيب وضع أجزاء الجنين ( الوركان في الوضع العجزي والأكتاف في الوضع الأمامي ) التي قد تؤدي إلى إغلاق قناة الولادة عند القطر الأكبر للحوض . ويعتبر الإغلاق بالكتف هو المشكلة الأكثر شيوعاً في الجمال خاصة في حالة التفاوت في الحجم بين الجنين والأم ،ومن أجل حل ذلك يجب تدوير الجنين بطريقة يصبح فيها عرضه الأكبر في نفس المحاذاة مع القطر الأكبر للحوض .ويكون هذا الدوران عادة بين درجة 45و90 ويجب أن يتم قبل دخول الأكتاف في قناة الولادة ،فإن حدث ذلك فمن الضروري أن يتم دفع الجنين قبل الاستمرار بالدوران والجر. وفي الوضع العجزي يحدث الانغلاق عادة في الورك ، وفي هذه الحالات يجب تدوير الجنين بدرجة 45 ومن المفضل أن تكون الأم في وضع الاضطجاع الجانبي .
يعتبر انتزاع أو جر الجنين من أكثر التقنيات المستعملة لمعالجة حالات عسر الولادة ويجب أن يستخدم هذا الأسلوب بعناية لتجنب إلحاق أي ضرر بقناة الولادة والجنين . ويمكن العمل على مساعدة ذلك التوسع يدوياً باستعمال الملينات وإدخال اليد والضغط على حائط المهبل . ويجب أن يتم الجر لكل طرف أمامي بشكل منفصل في أحوال متناوبة بالتخفيف من عرض الأكتاف .
أما تقطيع الجنين فيمكن استخدامه في الناقة فقط في حالة تكون فيها قناة الولادة عريضة بشكل كاف يسمح بالمعالجة السهلة بالتقطيع ، ولا يمكن أن يتم ذلك دائماً ويقوم معظم الأطباء البيطريين بجزء من التقطيع فقط يتضمن عادة الرأس أو طرفا واحدا من أجل الحصول على مسافة كافية لمعالجة الجنين بشكل مباشر ،ويجب القيام بتقطيع الجنين بشكل أخلاقي إن كان الجنين ميتاً فقط .
وتعتبر الجراحة القيصرية من أكثر التقنيات المستعملة في معالجة الحالات المعقدة لعسر الولادة في الناقة ، وتعتبر بسيطة بشكل نسبي كما أن مضاعفاتها قليلة جدا خاصة إذا تمت قبل الإحباط أو تسمم الدم عند الأم الشكل (2) .

الشكل (2) a-e : ولادة عسرة
(أ) تصحيح عسر الولادة والأطراف فوق الرأس :
يتم تمييز هذه الوضعية بوجود الأطراف فوق الرأس ويظهر الأنف فقط ، ويعتبر سببا للتمزق الشرجي ، ويكون التصحيح سهلا بشكل نسبي باستخدام الدفع الجنيني يتبعه تصحيح موقع الأطراف .
(ب) تصحيح الرأس وانحرافات الرقبة :
يعتبر انحراف الرأس السبب الأكثر شيوعا لعسر الولادة في الجمال ، بسبب الرقبة الطويلة والمرنة في هذه الفصيلة ويصاحبه انحناء الكتف أو الرسغ أو الطرفين الأماميين ويمكن أن يكون انحراف الرأس ظهرياً أو بطنياً جانبياً وقد يكون تصحيح انحراف الرأس صعباً بسبب الرقبة الطويلة . و قد تم تصحيح وضعية الرأس باستخدام خطاف وضع في المدار إذا كان الجنين ميتاً مسبقاً . وإذا فشلت محاولة تصحيح انحراف الرأس فعلى الممارس أن يشك بوجود شيء شاذ مثل انفتال العنق . وفي هذه الحالات فإن الاحتمال الوحيد هو التقطيع أو الجراحة القيصرية . و قد تم تصحيح عسر الولادة من هذا النوع بعد التقطيع الجزئي للطرف الأمامي الشكل (3) .

الشكل (3) a-b : عسر ولادة (التفاف الرأس والعنق)
ج) تصحيح إنحناء الطرف الامامي :
يمكن أن يحدث هذا الانحناء في مستوى الكتف أو الرسغ في الوضعية الامامية ويكون تصحيح الانحناء الرسغي بسيطا بشكل نسبي ويعتمد على دفع الجنين والسحب المتوالي للطرف المثني . ويتم اللجوء لتقطيع الجنين إن كان الجنين ميتا مع وجود مساحة كافية في القناة الحوضية للقيام بذلك الشكل (4) .
الشكل (4) a-b : عسر ولادة
(د) تصحيح الوضع الخلفي والعقب :
يعتبر هذا الوضع نادرا نسبيا في الجمال ولكنه خطر جدا عند حدوثه ، ويمكن أن يؤدي هذا النوع من عسر الولادة بشكل سريع إلى موت الجنين بسبب الضغط على السرة . وقد ذكرت حالة لوضع العقب في ناقة من ذات السنامين عولجت بنجاح باستخدام تقطيع الجنين وتم ذلك في جزئين الأول في مستوى ملتقى العرقوب ،ثم في مستوى ملتقى فخذي . ولم يتم حجز معالجة مشيمة بعد التخدير بمئة ملغ من acepromazine و500 ملغ im xylazine الشكل (5) .

الشكل (5) عسر ولادة (تقديم خلفي)