الموضوع: تغذية الإبل
عرض مشاركة واحدة
قديم 04 / 12 / 2004, 56 : 01 AM   #3
عضو شرف مجلس الادارة
 
الصورة الرمزية خالد عبدالله السبيعي
 
تاريخ التسجيل: 26 / 10 / 2004
الدولة: الكـويت
المشاركات: 4,379
معدل تقييم المستوى: 339
خالد عبدالله السبيعي تم تعطيل التقييم
افتراضي تابع







مما تقدم نستخلص :

1- في المراعي الجيدة وتحت الظروف الغذائية العادية تكون الإبل قادرة على استهلاك كميات من المادة الجافة لا تختلف كثيراً عن المجترات ويمكن أن تصل إلى 140 جرام مادة جافة / كيلو جرام تمثيلي (kg 0.75) .

2- انخفاض القيمة الغذائية للعليقة كما يحدث عند جفاف المراعي أو عند التغذية على أعلاف خشنة فقيرة في محتواها من البروتين الخام وتزيد فيها الألياف الخام زيادة كبيرة تسبب انخفاض قدرة الإبل على استهلاك الغذاء إلى حوالي 30 جرام مادة جافة / كيلو جرام حيز تمثيلي وقد تتدنى أكثر من ذلك تحت الظروف المفرطة في السوء وعند التغذية على الأعشاب الملحية .

3- على ما يبدو فإن الإبل قادرة على اختيار غذاء لا يقل تركيز الطاقة الممثلة فيه عن2 ميجا كالوري / كيلو جرام مادة جافة حتى وإن أدى ذلك إلى عدم القدرة على استهلاك الكميات اللازمة لتحقيق المستوى الحافظ من التغذية .
لذلك وحتى تتوفر الدراسات المستغنية عن العوامل المؤثرة على مقدرة الإبل على استهلاك الغذاء ينصح عند تقنين العلائق ـ أو في التغذية التكميلية على المراعي الفقيرة ـ أن لا يقل تركيز الطاقة الممثلة عن 20 ميجا كالوري / كيلو جرام مادة جافة وذلك في العلائق الحافظة ـ أما في العلائق للحيوانات المنتجة فلا تقل عن 2.6 ميجا كالوري ويفضل 2.8 ميجا كالوري أو أكثر في الكيلو جرام من المادة الجافة للنوق الحلوب حتى تتمكن من الحصول على احتياجاتها من العناصر الغذائية .

الهضم في الكرش :

نظراً لأن الإبل تعتبر وظيفياً من المجترات فإن التخمرات الميكروبية في الكرش تلعب دوراً هاماً في هضم العناصر الغذائية الأساسية ولقد أوضحت بعض الدراسات أن نواتج تخمر المواد الكربوهيدراتية من أحماض دهنية طيارة تتشابه مع تلك التي تنتج في كرش المجترات، ولقد أجريت دراسة مقارنة بين الإبل والأغنام في مركز بحوث الصحراء(Bassosy - 1984) للتعرف على مدى هضم المادة الجافة في الكرش بطريقة الأكياس النايلون لمدة 48 ساعة وكانت الحيوانات تغذى للشبع على عليقة من دريس البرسيم واستخدمت في الدراسة بعض نباتات المراعي الطبيعية الحولية والمعمرة السائدة في الساحل الشمالي الغربي. بينت نتائج هذه الدراسة أن الهضم في كرش الإبل أقل منه في كرش الأغنام بما يعادل 3.6 وحدة مئوية (94% من الأغنام) .

تجارب الهضم التقليدية ( الهضم الظاهري ) :

لم يلق الهضم في الإبل اهتمام الدارسين والعلماء إلا حديثاً . وكان مركز بحوث الصحراء في مصر من أسبق المعاهد العلمية في دراسة الهضم والعوامل المؤثرة عليه حيث أجريت العديد من دراسات الهضم المقارن مع الأغنام والماعز تحت ظروف غذائية متباينة بصفة عامة ، كانت الإبل هي الأقدر على هضم المادة الجافة في كل من الأغنام والماعز كذلك تميزت الإبل بمقدرتها على هضم الألياف الخام , وفي كلتا الحالتين كانت الماعز أفضل من الأغنام . الاستثناء الوحيد كان عند التغذية على دريس البرسيم المصري فقط حيث تدنى هضم المادة الجافة والألياف الخام عن كل من الماعز والأغنام .
أما بالنسبة لهضم البروتين الخام فكانت الماعز والأغنام أكثر كفاءة من الإبل(معامل الهضم الظاهري) . ولكن عندما كانت الحيوانات تتغذى على علائق بها مستويات مرتفعة من الطاقة الممثلة في المادة الجافة مع كفاية البروتين أو عند تغير البروتين بينما كانت العلائق عالية في الطاقة (التجربة الأولى أعلاه) تفوقت الإبل في هضم البروتين على الأغنام.

هضم وامتصاص المركبات الغذائية :

الهضم هو فعالية القناة الهضمية وغددها لتجزئة الأغذية إلى أجزاء صغيرة إلى أن تتحول إلى مواد ذائبة سهلة الامتصاص . وتمتلك أعضاء القناة الهضمية في الإبل آليات خاصة ليس فقط من حيث قدرتها على التأقلم للاستفادة لمدى واسع من أنواع الغذاء بل ايضاً لتعويض سوء الغذاء وقلة الماء، فالجهاز الهضمي له القابلية على استخلاص العناصر الغذائية من أي مأكول ، مهما كانت نوعيته رديئة ، متفوقاً بذلك على كافة أنواع الحيوانات الزراعية التي تعيش معه تحت نفس الظروف، والمعلومات المتاحة عن عملية الهضم في الإبل قليلة للغاية ، وليس منطقياً تعويض هذا النقص بالاستدلال بما هو معروف عن الهضم في المجترات ، وذلك لوجود تباين بينهما في بعض تراكيب أجزاء الجهاز الهضمي ، هذا بالإضافة إلى أن كل منهما له طبيعته الخاصة التي تتوافق مع ظروف البيئة التي تعيش فيها .

ولقد أشارت إحدى التقارير العلمية أن السوائل الموجودة في كرش الإبل تكون أكثر حجماً عما هو في الأبقار ، وكذلك معدل الكتلة الغذائية في القناة الهضمية للإبل أسرع مما هو في الثيران . هذا بالإضافة إلى أن معدل دوران الماء في جسم الإبل يكون بطيئاً ، حيث تمكنه من الاستفادة من الماء بكفاءة عالية ، خاصة خلال فترة العطش .

وبصفة عامة يمكن القول بأن الهضم في الإبل يتم بثلاث طرق متكاملة ، هضم ميكانيكي Mechanical digestion بواسطة الأسنان ، وهضم ميكروبي Microbial digestion ويتم بواسطة الأحياء الدقيقة micro organisms المتواجدة بصفة رئيسية بالكرش والشبكية ، وهضم أنزيمي Enzymatic digestion ويتم من خلال عمل العصارات والأنزيمات الهاضمة التي تفرز من الأنسجة والغدد المختلفة بالقناة الهضمية وملحقاتها، وعندما تتغذى الإبل على نباتات المراعي والأعشاب والشجيرات فإنها تتحكم في مسك النباتات بواسطة القواطع السفلية والوسادة اللحمية المقابلة لها من أعلى ، وتدفع الغذاء داخل الفم بمساعدة حركة اللسان الذي يساعدها أيضاً في تجميع الغذاء ، ولسان الإبل نجدة يتميز بالقوة . وعملية مضغ الغذاء يكون في جهة واحدة من إحدى الفكين وكل بلعة غذائية تمضغ بمعدل (50-40) مرة ، بالتناوب على فكي الفم ، ويتم المضغ عادة ببطء شديد ، ولكن بقوة ، خاصة مع النباتات الشوكية، والمضغ يعرف بأنه إحدى العمليات التي تجري لتجهيز الغذاء ميكانيكياً، وبواسطته تنكسر الأجزاء الكبيرة من الغذاء إلى أجزاء صغيرة وتخلط مع اللعاب لتسهيل عملية البلع . وعند فحص لعاب الإبل ، وجد أنه يحتوي على إنزيم الأماليز Amylase الذي لا يتواجد في لعاب الأبقار ، ولقد وجد أن الغدد النكفية في الإبل لها نشاط عال في تحويل النشاء إلى سكر .

وقد وجد أن جفاف الفم نتيجة للتعطيش ، لا يسبب معاناة كبيرة للإبل، وذلك بسبب عملية الاجترار المستمرة ، والتي تجعل الفم رطباً بصفة دائمة ، مما يساعد على ابتلاع الأغذية الجافة بسهولة . وتحدث عملية الاجترار في الإبل في كل الحالات (راقداً أو واقفاً أو ماشياً) ، وفي أثناء أشهر الصيف الحارة ، تقوم الإبل بعملية الاجترار عند منتصف النهار وأثناء الليل ، بينما تحاول الإبل بقية اليوم تناول أكبر قدر من الغذاء، ووجد أنه عند قضاء ساعات في عملية الاجترار فإن الجمل يقوم بعمل ما يقرب من 2 ألف حركة طحن للغذاء .
__________________

العمر رحله والليالي ركايب=خطواتنا قدام لا يمكن تعود
نأخذ من الدنيا دروس وتجارب=والله يجمّلنا مع كل مردود
خالد بن عبدالله السبيعي
خالد عبدالله السبيعي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس